لن ننسي دور الشباب، الكبير في التضحية بأرواحهم ودمائهم في الإطاحة بالنظام الفاسد والتنديد بالتغيير وبالحرية، ولن ننسي شهدائنا وسيظلون دائمًا في قلوبنا رمزًا للحرية ومثالًا للتضحية، لكن ماذا بعد نجاح الثورة ؟ هل ينتهي دور الشباب الباسل بعد سقوط النظام؟
هذا الشباب الواعي بفكره العظيم الذي رسم لمصرنا الحبيبة بداية الطريق نحو الديمقراطية والعدل والمساواه والتغيير، هل يسمح لمنتهزي الفرص الصعود علي أكتاف الثوار ؟
وقد سعدنا كثيرًا بأفكار التغيير وعزمنا علي تغيير أنفسنا وتفائلنا كثيرًا، وحلمنا بتحقيق غاياتنا وحلول ازماتنا في عصر عهد جديد يبدأ منيرًا خاليًا من الفساد، لكن هناك دائمًا لكل ثورة ناجحة ثورة مضادة، والتي يخطط لها عدد من اتباع الحاكم المستبد المخلوع و المستفيدين منه و أعوانه، كما حدث ايام العدوان الثلاثي على مصر ( 1956 ) عندما اجتمع عدد من الباشوات (من أتباع النظام الملكي البائد ) بإنتهز الفرصة محاولين الاتصال بالسفارة البريطانية - اثناء الحرب لعرض أنفسهم للحكم كبديل عن عهد عبد الناصر، ووصلت الاتصالات الى حد بدء الباشوات فى تشكيل حكومة من شدة ثقتهم فى انتصار بريطانيا و فرنسا و اسرائيل و سحقهم للقوات المصرية و المقاومة الشعبية فى بورسعيد , لكن ذلك لم يحدث، و (اتقلب السحر على الساحر).
ودائمًا هذه الثورات المضادة تعمل علي طريقة "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، ففي ثورة 25 يناير تمثل أصحاب الثورة المضادة في ضباط فى جهاز امن دولة تحركهم روح الانتقام والخوف من المحاسبة على فسادهم وجبروتهم وتعذيبهم للشعب ونهبهم للأموال، ورجال مخابرات يدينون بالولاء لـ"عمر سليمان"، ورجال اعمال فاسدين معرضون للمطاردة والمحاسبة والمحاكمة، وقيادات كبرى و صغرى فى الحزب الوطني وجدوا أنه يصعب عليهم التلون فى ظل النظام الجديد و فى ظل جيل من الثوار لديه حرية رأي، وقيادات اعلامية، بعض منها ما زال موجودًا ينتظر الاقالة بين( ليلة و اخرى) وبعض المسئولين الحاليين فى الحكومة و فى مواقع حيوية (منتظرين إقالتهم من مناصبهم)، والذين لعبوا علي محاور هامة جدًا اولها محاولة تبرئهم من قضايا الفساد ومن التهم الموجهة اليهم، ثم إثارة التعاطف حول الرئيس المخلوع من إدعاءت أنه مريض لا يستطيع الحراك وأنه سوف يقوم بالإصلاحات اللازمة، وأنه في غيبوبة وبحالة نفسية سيئة (انا من رأيي يدهن "كافتازين" وهيبقي كويس)، ومن نشر الفوضي والزعر بين الناس بتهريب المساجين وغيره، وتشويه صورة الثوار إعلاميًا وإتهامهم بالتواطؤ مع القاعدة ثم مع أمريكا وإسرائيل (طب ده كلام والنبي منين "القاعدة" ومنين "إسرئيل" و"أمريكا")، ناهيك عن محاولاتهم إشعال الفتنة الطائفية وشغلهم عن القضية الاساسية، ولكن يقول الله عز وجل في سورة الأنفال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة الأنفال: آية 30]
القضية الآن هي أننا لا نسمع عن هذا الشباب الذي غامر وناضل بشجاعة مواجهًا الموت من أجل محاربة النظام الفاسد، او كما يقال عليهم (بتتسحب السجادة من تحت رجليهم )، وهناك من يستغلون الفرصة للقفز علي أكتافهم للوصول الي الكرسي "مرتدين عباءة الديمقراطية " وآخرين "مرتدين عباءة الدين"، ورجع الثوارالشباب الطاهر الي الخلف ونزلوا عن ساحة القتال، وكان ذلك نتيجة عن عدم وجود احزاب جاهزه جديده لها بنية قوية ومرتبة تمثل شباب الثورة، لينطبق عليها بنود التعديل لترشيح من يمثلها للرئاسة، كى تكون هناك منافسة، شريفه تخدم هذه الفئة التى ضحت بدمائها من اجل ما توصلنا اليه الآن،
من المستفيد من التعجيل بالانتخابات الآن؟!
- الاحزاب الجاهزه وهم "الوطني" اقوى حزب وهو المسؤل الاول عن كل الفساد الموجود الان بمصر، ورغم كل ما اقترفه هذا الحزب من فساد ونهب للممتلكات العامة والخاصة، لم يتم حظرة حتى هذه اللحظه،
و"الاخوان" المتعطشين للحكم والذين هرعوا الي الشوارع يجبرون الناس علي الموافقة علي التعديلات الدستورية بالترهيب والتخويف والإغراء بالمعايش (الزيت والسكر والارز) وهم ("جماعة الغاية تبرر الوسيلة" كما قال لي أستاذي ومعلمي )،
ولدي حل اظن انه ممكن ان يرضى اغلب المتشككين وفى نفس الوقت يعطى فرصه لغير الحزب الوطنى وحزب الاخوان فى الظهور فى الصورة السياسية ، (بدل ماكل شوية مظاهرة مليونية) يبقي "تبرعات مليونية" لدعم أحزاب شباب الثورة وذلك من العدل لإعطاء الفرصة لباقى الاحزاب لترتيب اوراقهم وتكوين بنية قوية ليكون عندنا احزاب "فاعله" تخدم الوطن، فالبلد التى بها احزاب قوية "فاعله" لا مكان فيها للفساد او الفاسدين........ والله الموفق
جميلة جداااااااااا فكرتك يا نور بتجميع فلوس لحزب الثورة ، عشان نشوف حزب بيعبر عننا لاول مرة فى حياتنا دون مصالح شخصية .
ردحذف